الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
هذا وقد أطلق النحويون- بعد- جواز ذلك (1) حتى قال ابن هشام: "ولا خلاف في جواز إياك أن تفعل" (2) وذلك " لأنه حيث جاز التركيب لا يلزم تخريجه على وجه معين" (3).ومما يشهد لجوازه وروده، من ذلك قول عمر-- رضي الله عنه-- لما أمر ببناء المسجد: (أكن الناس في المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر، فتفتن الناس" (4).أوجه تخريج هذه الصورة:في تخريج هذا التركيب وجهان في ظاهر قول سيبويه السابق هما:1- نزع المضاف، والتقدير: مخافة أن تفعل.2- نزع حرف الجر والتقدير: من أن تفعل.وثمة توجيه ثالث، وهو أن يقدر فعل التحذير متعديا إلى اثنين، فيتعدى إلى الثاني بغير واسطة (5) أي: أحذرك أن تكذب.ومنع كل الذين وقفت على كلامهم (6) أن يقدر حرف العطف في نحو هذا التركيب، واختار أكثرهم أن يقدر حرف الجر، لأن نزع حرف الجر مع أن وأن قياس مطرد " وأما حذف العاطف فلم يثبت إلا نادرا" (7) يقول ابن مالك في قول عمر بن الخطاب-- رضي الله عنه-- المتقدم: (إياك أن تحمر أو تصفر): "فيه شاهد على أن الواو في: (إياك وأن تفعل) لا يلزم كما لا يلزم في: إياك والشر لكن إذا لم يثبت فالتقدير: إياك من أن تفعل، فحذفت (من) لأن حذف ما يجر أن وأن مطرد" (8).- - - - - - - - - -(1) ينظر: التعليقة: 1 /180، وشرح عيون كتاب سيبويه: 115، وشرح المقدمة الكافية: 2 /481.(2) أوضح المسالك: 4 /71.(3) حاشية ياسين على التصريح: 2 /193.(4) الأثر أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد: 1 /160. وينظر: شواهد التوضيح والتصحيح: 199- 200، وفتح الباري: 1 /671- 672.(5) ينظر: شرح التصريح: 2 /193.(6) ينظر: كتاب سيبويه: 1 /279، ودرة الغواص: 23، والأمالي النحوية: 4 /17، 105، وشرح الكافية: 2 /7.(7) شرح الكافية: 2 /7.(8) شواهد التوضيح والتصحيح: 202.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 177- مجلد رقم: 1
|